إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح لمعة الاعتقاد
272967 مشاهدة print word pdf
line-top
سبب ذكر فضائل الصحابة

ولعل السبب في ذكر فضائلهم، والاهتمام بها الرد على أعدائهم، -وهم الروافض- الذين يسبونهم، فإن الروافض لما اعتقدوا كفر الصحابة، واعتقدوا نفاقهم، وعداوتهم ، وجعلوهم كلهم منافقين، ولم يتولوا إلا أشخاصا قليلين منهم.
فإنهم أخذوا يتتبعون أكاذيب لفقوها تقدح في صحبتهم، وتقدح في عدالتهم، فحشدوا في مؤلفاتهم ما هو كذب لا أصل له، وما غُير عن وضعه، وما غُير عن ما هو عليه، وصاغوه بصياغة فيها شيء من البلاغة في الكذب حتى ينفروا عنهم، وحتى جعلوا فضائلهم مثالب لهم.
ذكر عن بعضهم أن أبا بكر ما خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة له من مكة وإنما أراد أن يمكر به، ولكن حماه الله من مكر أبي بكر كما يقولون ذكروا أيضا أن أبا بكر هو الذي حاول أن يقتل عليا وأنه جاء إليه وهو بحجرته، وقال: اخرج وبايع وإلا قتلناك، وأحرقنا عليك حجرتك عليك وعلى أهلك، وكذلك يقولون: إنه فعل ذلك أبو بكر وعمر فلذلك كانوا يتتبعون الروايات الصحيحة ويجعلونها مثالب ويختلقون أو يؤجرون من يكذب لهم في مثالب الصحابة -رضي الله عنهم- كل ذلك من حقد لهم، وبغض لهم على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

line-bottom